samedi 19 avril 2008







لتاريخ ظهور الصحافة المغربية مند عهد الحماية الى غاية الحصول الاستقلال
مما لا شك فيه ان الضحافة في المغرب ظهرت متأخرة و دلك راجع الى غياب رأي عام وطني و مطامح وطنية حينها,و لا يمكن ظهور ضحافة في غياب هدا المعطى الاساسي , و في نفس الوقت لا يمكننا ان نسقط مفاهيم كهده على مجتمع يتحرك على ميكانيزمات تقليدية . و ادا وضعنا أنفسنا في تلك المرحلة فانه ادا كان هناك رأي عام فهو يحيل الى المجتمع الفرنسي , أما المجتمع المغربي فقد كان يقتضي قفزة بنيوية اجتماعية و ثقافية تتجاوز الانماط التقليدية , الامر الدي يفرض ضرورة ايجاد وسائل اعلاميةلخلق تواصل يشكل رأيا عام .
و في غياب هده المعطيات لظهور صحافة مغربية فقد كان هناك غياب "الصحفي المتمرس"أي المتمكن من آليات التواصل مع جمهوره لغة ثقافة و ادراكا سيكولوجيا لهدا الجمهور , اضافة الى غياب الحد الادنى من حرية التعبير و الحق في في الخبر .
و لا يمكننا ان نغفل على ان الصحافة لبست فقط مادة اعلامية و لكنها ايضا مقاولة استثمارية و نجاحه رهين بمدى قدرته على الخلق و المنافسة ,و هي كدلك سمة من سمات الحداثة و لا يمكن لها ان تنبثق في مجتمع لم يستنبط فكرة الحداثة تطورا و ثقافة.
و يمكن القول بأن الصحافة التي ضهرت في تلك الفترة رغم همها الوطني و غيرتها الثقافية فانها كانت هامشية ,أما الصحافة الوطنية الحقة و التي ستشكل الطفرة النوعية في مسار الصحافة المغربية فهي تلك التي ستظهرغداة الظهير البربري قي ظل الحماية الفرنسية ,و كانت هده الصحافة دائما مرتبطة بالدفاع عن الهوية و العدالة للتنديد بما يمس الكرامة الوطنية لدلك فقد أخدت طابع صحافة الرأي و ليس صحافة الخبر مما سيطرح اشكالا اعلاميا فيما بعد .
ان المرحلة التي ظهرت فيها الصحافة بالمغرب فرضت عليها مواجهة شرسة من قبل المستعمر و ام يكن من السهل ظهور صحافة وطنية الامر الدي سهل ظهور الصحافة المدافعة عن المصالح الاستعمارية سواء باللغة العربية او الفرنسية , اما الصحافة المشرقية فقد كانت ممنوعة , و في هدا الاطار ستظهر سنة 1932 صحيفة المغرب بباريس باللغة الفرنسية و كان همها تحسيس الفرنسيين بأوضاع المغرب , ستليها بعد دلك "ارادة الشعب " عام1933و التي سيتم حجزها ستليها "ارادة الشعب"عام1934و التي ستمنع في نفس عام ظهورها.
و تعتبر سنة 1937مميزة و التي ستعرف أحداثا جساما أهمها انقسام الحركة الوطنية الى حزبين مختلفين من حيث التكتيك و التوجيه لكن يجمعهما هدف واحد و هو الاستقلال ,و هما "الحركة الشعبية"و "الحوب الوطني",هدا الاخير شكل لجنة اعلامية تقوم بالتنسيق و توجيه الصحافة الوطنية و أيضا جمع التبرعات لدعم النشر و الطبع و التوزيع.
و قد شكلت الصحافة حينها عاملا مهما لنشر أفكار و شعارات الحزب ,وظهرت صحيفة "الاطلس"التي ما لبتث ان منعت ,تلتها "المغرب"أما بالفرنسية فظهرت "العمل الشعبي" و التي تعرضت بدورها للمنع سنة1937.أما حزب"الحركة الشعبية " فقد أصدر "عمل الشعب"ثم "الدفاع "في نفس السنة.
و من البديهي أن الأغلب الصحف اتسمت بالروح الوطنية القوية الا أن الضحافة الحزبية اتسمت بالروح السلفية الطاغية و الاصلاح الديني و كل ما يبعد عن الجوهر التحرري في الرسالة المحمدية ,و من جهة أخرى خاضت هده الصحف معركة اخرى ضد المخزن العتيق في صفة القياد الاقطاعيين و على رأسهم الكلاوي, و من جانب آخر فقد تميزت هده الصحف بعلاقات وطيدة مع النخبة السلفية المشرقية و مغاربيا مع جمعية العلماء الجزائريين و مع وطنيي تونس.
و قد كان لهده الصحف تأثيرها و و هدفها الاساسي و هو تدكير المستعمر بوجود ارادة وطنية تتحرك انطلاقا مما يمليه ارثها الثقافي و التاريخي و تطلعها القومي و لعل هدا التطلع هو ما دفع المستعمر لتأسيس صحيفة "الوداد"التي كانت تستهدف مواجهة المد الاعلامي الوطني.
و شكل صعود الجبهة الوطنية الى الحكم بفرنسا نكسة لهده الصحف و التي انطلق معها القمع و الاحكام العرفية و منع الصحف و أخيرا حل الحزب الوطني ,و لم يبقى من الصحافة المغربية الا تلك التي تقوم باصدارها سلطات الحماية ,أما الصحافة الوطنية فلم يتبقى منها سوى"الحرية"و"الوحدةالمغربية"و"الريف" .
و في ظل هده الظرفية بادرت الاقامة العامة بتأسيس "القسم العام للاعلام " و أعطته صلاحيات واسعة اممارسة رقابة خانقة على النشر ادنا و طبعا و توزيعا .و في هدا الظرف المتقل وطنيا باحباطات متتالية ظهر حزب الاستقلال عام1943خارجا من أحضان الحزب الوطني و سوف يليه بعد ثلاث سنوات حزب الشورى و الاستقلال الخارج من صلب الحركة الشعبية و خلال هده الفترة سيتم التوقيع على وثيقة الاستقلال و التي ستشكل نقطة تحول كبيرة حيث ستظهر صحيفة "العلم" سنة1946و التي شكلت قفوة اعلامية جديدة في مسار الصحافة المغربية تلتها بعد دلك "رأي الشعب" ,و كانت هده الصحف هدفا لرصاص الرقابة الاستعمارية حيث أن صحيفة "العلم" كانت تظهر غالبا بصفحات بيضاء , هده الرقابة الصارمة دفعت بالحزبين الوطنيين الى اللجوء الى طنجة حيث سيصدرون "منير الشعب "و "الشعب" و"الامة" , و كانت لهده الصحف دور اعلامي بالغ الاهمية خصوصا بعد تعليق كل نشاط اعلامي بعد مظاهرات البيضاءعام1952و لم يتبقى في المنطقة الجنوبية سوى الصحف الصادرة من السلطات الحمائية مثل "المطرقة" و "القيامة" "الوداد", هده الصحف هي التي ستواصل معاركها ضد المطامح الوطنية الى ان يتم نفي الملك محمد الخامس و ابعاده عن العرش جيث ستنفجر المقاومة المسلحة و التي لم تتوقف الابعد الاعلان عن الاستقلال عام 1956. و سيبدأ حينها عهد جديد للصحافة المغربية.






Aucun commentaire: