jeudi 1 mai 2008


أجسام ضعيفة و نفوس حزينة و رؤوس غطاها الشيب و ارواح مملوءة بالأسى تنتظر الموت ليخلصها من جحيمها,هي صفات لا تجدها الا في دار العجزة حيث يقع اكثر من الف عجوز تختلف ظروفهم,فهده جماعة تفضل تضييع وقتها في لعب الورق و اخرى في الحديث المكرر الدي لا يملكون غيره و اخرون يفضلون العزلة رفقة الدكريات و كأنه في عالم اخر و مع أشخاص اخرين.اقتريت منه أسئلة عن حاله فادا به لا يجيب أو بالأحرى هو لا يسمع لانه غارق في افكار لا يعلمها سواه و لا يسمع منه سوى ألفاض متنافرة لا تفهم منها أي شئ يخيل اليك انك تتحدث الى مجنون,دهبت لاستجوب رجلا آخر يفضل لاعزلة في غرفته و استفسره عن ضروف وصوله الى دار العجزة فأجابني بيأس و حزن عميقين "كل ما هناك ان اولادي اختلفوا حول من سيتكفل برعايتي في بيته فلم يجدوا حلا سوى دار العجزة لتعتني بي" ثم استسلم بعد دلك للبكاء كطفل صغير افترق عن أمه,فلم يسعني حينها حينها الا أن أضمه و احاول مواساته في محنته,بحثت عن شخص آخر لأستجوبه فادا بي في جناح النساء امرأة كهلة تقف ناظرة الى باب الدار علها ترى شخصا من عائلتها قادما لزيارتها و عيناها مفعمتان بالأمل و الحزن في نفس الوقت,سألتها عن ظروفها فأجابت "رزقني الله بأولاد كلهم شباب و لم أرزق بفتاة فلم أجد منهم من يرعاني جاصة و أن زوجاتهم لا ترضين بوجودي معهم فلم يكن لهم بد من ان يحضروني الى هنا"و عادت تنظر الى الباب مترقبة وصول أحد اولادها,في هدا الوقت سمعت صراخا في البهو لاحدى النزيلات في الدار دهبت لأستفسر فادا بي أجد امرأة عجوزا في صراع مع المساعدة الاجتماعية حول مسائل تتعلق بسوء المعاملة مما جعل المرأة تصرخ و تصرخ حتى انها حاولت صرب المساعدة لولا كهالة جسمها الدي منعها من دلك في حين فقدت المساعدة اعصابها و صبت جام غضبها عليها عندما دهبت لمسائلتها بدات بالبكاء قائلة"لو عرفت كيف أربي اولادي لمل وصلت لما أنل فيه الآن فكثرة دلالي لهم جعلهم يتمردون علي في اول فرصة اتيحت لهم ثم يضعوني في هدا المكان الرهيب"أما المساعدة الاجتماعية فتعليقها لم يتجاوز قولها "كون كنتو ديال الخير كعما يجيبيكم ولادكم لهنا"نظرت حولي أترقب في وجوه النزلاء الآخرين فرايت كل شخص يحمل في عينه حزنا تتوارى وراءه هموم و احزان لا تستطيع اجسامهم الصعيفة احتماله و لا عقولهم المتآكلة مع مر الزمان استيعابه أما بعض النزلاء فبمجرد النظر اليهم تعتقد انك في مستشفى المجانين فمنهم من يلعب كالأطفال خالقا بدلك عالما خاصا به و آخر يظهر لك في كل دقيقة بشخصية جديدة تختلف عن الأخرى و القاسم المشترك بينهم جميعا هو هروبهم من واقعهم المرير الدي لم تستطع لا أجسادهم و لا عقولهم احتماله او استيعابه.

Aucun commentaire: