mardi 12 juin 2007








تعد أسابيع الفيلم الأوروبي التي تنظم سنويا بالمغرب منذ سنة 1991 إحدى الرموز الثقافية البارزة للشراكة الأورومتوسطية في المغرب.
إنه حدث يجسد ترجمة على الواقع لمبادئ إعلان برشلونة، فأسابيع الفيلم الأوروبي هو ثمار و نتاج مجهود مبادرة جماعية لمفوضية اللجنة الأوروبية و السفارات و المعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بتعاون وثيق مع السلطات المغربية: وزارة الثقافة، وزارة الاتصال و المركز السينمائي المغربي.

على امتداد دوراته، نجح هذا المهرجان في تسليط الأضواء على الإنتاج السينمائي الأوروبي و نظيره بدول جنوب البحر الأبيض المتوسط، كما نجح في لفت انتباه الجمهور المولع بفن السينما و كسب ثقته الذي تتزايد أعداده كل سنة، هذا الجمهور الذي يتطلع لمشاهدة أفلام رائدة و ذات جودة عالية.
على غرار السنوات الفارطة، ستحتضن فعاليات المهرجان هذه السنة خمس مدن مغربية (طنجة، الرباط، الدارالبيضاء، آسفي و أكادير)، حيث سيتم عرض نخبة من أجود الأفلام التي لم يسبق عرضها بقاعات السينما المغربية، وتتضمن عشرة أفلام مطولة أوروبية و خمسة أشرطة قصيرة لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط.
تعرف دورة المهرجان لموسم 2006 مشاركة أفلام تحمل بصمة مخرجين من الطراز العالمي نذكر منهم: بيدرو ألمودوبار، كن لوتش، أكي كاوريسماكي، و أفلام من إنتاج سينمائيي "الجيل الصاعد" نذكر من بينهم: لوكاس بيلفو، إيمانويلي كرياليزي، كريستوف أونوري، هذا فضلا عن مشاركة أفلام أشرف على إخراجها مخرجون شباب بلمساتهم الفريدة من نوعها نذكر منهم على سبيل المثال: ياسميلا جبانيتش، أندرياس دريسين، بوهدان سلامة.
وسيتم افتتاح هذه الدورة السادسة عشرة لمهرجان الفيلم الأوروبي بعرض شريط "عودة"، العمل الذي أبان عن حنكة و نضج لا مثيل لهما للمخرج الإسباني الكبير بيدرو ألمودوبار، وتتميز هذه الميلودراما التي تصور مظاهر الحنان لدى الأم بمشاركة ثلاثة أجيال من الممثلات اللواتي حصلن جميعهن على جائزة أحسن تمثيل خلال مهرجان كان السينمائي.
تشكل العلاقات الأسرية الموضوع الأساسي الذي تتمحور عليه الأفلام المنتقاة لهذه السنة، ففضلا عن فيلم "عودة"، يصور لنا فيلم "الريح التى تهز الشعير" احتلال إيرلندا في العشرينيات من القرن الماضي من خلال مسار أخوان يتقاسمان نفس الأفكار السياسية التي تشكل موضوع خلاف بينهما فيما بعد، بينما يحكي لنا فيلم "العالم الجديد" قصة هجرة عائلة من المزارعين الإيطاليين نحو القارة الامريكية في أوائل القرن الماضي. و من جهة أخرى يحكي لنا فيلم "داخل باريس" من خلال الدور الذي يجسده رومان دوريس، قصة شاب يعود للإقامة مع أبيه و أخيه بعد تعرضه لفشل عاطفي. أما شريط،"سراييفو، حبي" فتدور أحداثه حول أم تقوم بإخفاء أسرار عن ابنتها بخصوص موضوع مرتبط بظروف ولادة هذه الأخيرة.
إن كل هذه الأعمال رغم اختلافها الكبير فهي تطرح و تتناول كلها موضوع و إشكالية طبيعة الروابط الأسرية و مدى متانتها.
في الأخير، ستشكل هذه النخبة من الأعمال السينمائية فرصة لمشاهدة أفلام و أشرطة حازت على جوائز كبرى و مهمة خلال كبريات المهرجانات السينمائية العالمية: حصل فيلم "الريح التى تهز الشعير" على جائزة السعفة الذهبية خلال مهرجان كان السينمائي، حصل فيلم ،"سراييفو، حبي" على جائزة الدب الذهبي خلال فعاليات مهرجان برلين السينمائي. و أخيرا حصل فيلم "العالم الجديد" على جائزة الأسد الفضي خلال مهرجان البندقية السينمائي في دورته الماضية.

Aucun commentaire: